من قبلّي الى المرناقيّة1
Vendredi 14 mai 2010, 03:46
بازما هو مكان صحراوي بمدينة قبلّي شُيًّد به سجن كنت من بين المساجين الذين دشّنوه في اواخر شهر جويلية 2009 لأن خزينة الدولة فاضت و لا بد من بناء السجون للشعب .
قبل ايام من وصول شهر رمضان كنت دخلت في نقاشات حادّة مع ادارة السجن قصد نقلي الى سجن المرناقّية لاسباب عائلية اوّلا تواجد ابي بسجن المرناقية وثانيا اقامة والدتي بالعاصمة و قانون السجن يسمح لي بذلك دون قيد او شرط ومع ذلك قوبلت بالرفض التام , الى ان قامت عائلتى بزيارتي في اليوم الاول من شهر رمضان وقتها فاض بي كأس الانتضار و دخلت في مشادة كلاميّة مع الادارة انتهت ب(طرحة زرقة كيف العادة) و الحكم عليّ بعشرة ايام سجن انفرادي *سيلون* فدخلت بدوري في اضراب عن الطعام لقسوة المعاملة و الضلم الذّي ليس بغريب عن وحوش السجون بتونس الحبيبة .
دام عقابي و اضرابي لمدة 6 ايام ، زارني مدير السجن بالسيلون و اخبرني انه رأف بحالي و سيخرجني من هناك و الحقيقة هو ان صحّتي تدهورت حيث اخبره الممرض الذّي يزورني يوميا و ثانيا انّ عائلتي ستأتي لزيارتي و لن يجد المدير سببا لعدم خروجي للزيارة .
بعد عودتي الى الغرفة حيث وجدت جميع المساجين في شوق لرؤيتي لانهم واكبوا احداث النقاش الحاد و ما تعرضت له من عنف من قبل الحراس و الكل يسأل كيف حالك و الله انت راجل ....
في اليوم التالي و هو يوم سبت كنت انتظر وقت الزيارة بفارغ الصبر و ماهي لحظات حتى اخبرني احد الاعوان ان عائلتي قدمت لزيارتى فخرجت مسرعا الى *البلوار* كما يسميه المساجين و رافقنى احد الاعوان ، وجدت اخي و خالي و عمتي بالنتظاري و كان الحاجز البلوري بيننا يجعلنا نبتسم لبعضنا ، اخذت جهاز الهاتف و اخبرت خالي بكل تفاصيل الحادثة ولاحظ بدوره انتفاخا بعيني و زرقة اخبرته بأنه لا بد من زيارة المحامين و رفع قضية في الجلاّدين الجدد و سرعان ما انقطع الاتصال و قدم احدهم يجري و اخبرني بعدم الخوض في هذا الموضوع، حيث كانوا يتجسسون على حديثنا من احدى الغرف ، و انه ستقطع الزيارة اذا واصلت الحديث و لكني كنت قد اوصلت المعلومة لانهم دائما متأخرون ...
بعد العودة الى الغرفة و هبوط الليل كنت غارقا في التفكير بتفاصيل رفع القضية الى الادارة العامة و هل سيتم انصافي ام انني اتوهم و الساعة تشير الى الخامسة صباحا وما هي لحظات فقدم احد الاعوان الى الغرفة و اخبرني ان احزم امتعتي لانه سيتم نقلي الى سجن آخر و لكن اين ستكون الوجهة هذه المرة ، حزمت كامل امتعتي و انا افكّر الى اين سيتم نقلي ، المهم هو انني سوف اغادر هذا المكان و هذه الوحوش الآدمية ، بعد اجراء كل التراتيب السجنية وضعت في سيّارة السجن اللعينة مع بعض مساجين الحق العام مكبل اليدين و ماهي ثوانٍ معدودة حتّى دار محرك العربة و انطلقت اللعينة في طريقها اين ستكون الوجهة يا ترى .
ساوافيكم ببقية القصة لاني قررت ان اقدمها على دفعتين حتّى لا تملوا من تخرنيني
مظفر العبيدي
قبل ايام من وصول شهر رمضان كنت دخلت في نقاشات حادّة مع ادارة السجن قصد نقلي الى سجن المرناقّية لاسباب عائلية اوّلا تواجد ابي بسجن المرناقية وثانيا اقامة والدتي بالعاصمة و قانون السجن يسمح لي بذلك دون قيد او شرط ومع ذلك قوبلت بالرفض التام , الى ان قامت عائلتى بزيارتي في اليوم الاول من شهر رمضان وقتها فاض بي كأس الانتضار و دخلت في مشادة كلاميّة مع الادارة انتهت ب(طرحة زرقة كيف العادة) و الحكم عليّ بعشرة ايام سجن انفرادي *سيلون* فدخلت بدوري في اضراب عن الطعام لقسوة المعاملة و الضلم الذّي ليس بغريب عن وحوش السجون بتونس الحبيبة .
دام عقابي و اضرابي لمدة 6 ايام ، زارني مدير السجن بالسيلون و اخبرني انه رأف بحالي و سيخرجني من هناك و الحقيقة هو ان صحّتي تدهورت حيث اخبره الممرض الذّي يزورني يوميا و ثانيا انّ عائلتي ستأتي لزيارتي و لن يجد المدير سببا لعدم خروجي للزيارة .
بعد عودتي الى الغرفة حيث وجدت جميع المساجين في شوق لرؤيتي لانهم واكبوا احداث النقاش الحاد و ما تعرضت له من عنف من قبل الحراس و الكل يسأل كيف حالك و الله انت راجل ....
في اليوم التالي و هو يوم سبت كنت انتظر وقت الزيارة بفارغ الصبر و ماهي لحظات حتى اخبرني احد الاعوان ان عائلتي قدمت لزيارتى فخرجت مسرعا الى *البلوار* كما يسميه المساجين و رافقنى احد الاعوان ، وجدت اخي و خالي و عمتي بالنتظاري و كان الحاجز البلوري بيننا يجعلنا نبتسم لبعضنا ، اخذت جهاز الهاتف و اخبرت خالي بكل تفاصيل الحادثة ولاحظ بدوره انتفاخا بعيني و زرقة اخبرته بأنه لا بد من زيارة المحامين و رفع قضية في الجلاّدين الجدد و سرعان ما انقطع الاتصال و قدم احدهم يجري و اخبرني بعدم الخوض في هذا الموضوع، حيث كانوا يتجسسون على حديثنا من احدى الغرف ، و انه ستقطع الزيارة اذا واصلت الحديث و لكني كنت قد اوصلت المعلومة لانهم دائما متأخرون ...
بعد العودة الى الغرفة و هبوط الليل كنت غارقا في التفكير بتفاصيل رفع القضية الى الادارة العامة و هل سيتم انصافي ام انني اتوهم و الساعة تشير الى الخامسة صباحا وما هي لحظات فقدم احد الاعوان الى الغرفة و اخبرني ان احزم امتعتي لانه سيتم نقلي الى سجن آخر و لكن اين ستكون الوجهة هذه المرة ، حزمت كامل امتعتي و انا افكّر الى اين سيتم نقلي ، المهم هو انني سوف اغادر هذا المكان و هذه الوحوش الآدمية ، بعد اجراء كل التراتيب السجنية وضعت في سيّارة السجن اللعينة مع بعض مساجين الحق العام مكبل اليدين و ماهي ثوانٍ معدودة حتّى دار محرك العربة و انطلقت اللعينة في طريقها اين ستكون الوجهة يا ترى .
ساوافيكم ببقية القصة لاني قررت ان اقدمها على دفعتين حتّى لا تملوا من تخرنيني
مظفر العبيدي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire