Powered By Blogger

mercredi 13 avril 2011

من قبلّي الى المرناقيّة2

كان عددنا في السيارة خمسة عشر سجين و امتعنا كثيرة حيث نجلس فوق بعضنا مثل البضاعة التى لم تعد صالحة للاستعمال و التّي يريد صاحبها التخلص منها، و الوقت يمر بطيئا و العرق يتصبب و كان بعض المساجين يتحدثون كلٌ يفكر في مصيره والى اين كان سيتم نقله ، في ذلك الوقت كنت سارحا بخيالي و افكّر في ايام خلت عندما كنّا نجتمع بدار الاتحاد المحلي بالرديف ، نخرج يوم الاحد من كل اسبوع باعداد غفيرة نجوب شوارع المدينة مرددين شعاراتنا المعتادة ~شغل حرية كرامة وطنية ، نعم لن نموت و لكننا ستنقتلع القمع من ارضنا، الثبات الثبات ضد حكم المافيات، يا مواطن يا ضحيّة اخرج عبّرعالقضية~، فجأة تقف السيارة و يسكت صوت المحرّك و يفتح الباب اين انا يا ترى ، يعلوا صراخ اعوان شرسين جدّا ! اهبط اهبط ادخل للزقيفة قال احد المساجين انه حبس قابس ، وقع تفريقنا في السقيفة و انزل بعض المساجين امتعتهم و كنت انتظر دوري لأنزل امتعتي و لكنهم ارجعوني الى السيارة اللعينة و جاء مساجين جدد و دخلوا الى العربة و ماهي دقائق حتى اغلقت الابواب و دار محرك اللعينة مرة اخرى و بدأ المساجين الجدد يسألونني وين هازينك ياخا وش عامل فأخبرتهم باني لا اعلم شيئا و دار بيننا حديث طويل عن قضيتّي حيث اصبحنا معروفين بشكل غريب و تعاطف معي هؤولاء لما عانيناه من ضلم الجلادين داخل و خارج السجن ، طالت المسافة هذة المرة و سكت الجميع شرد بي ذهني الى جبال الردّيف اين كنّا نختبئ من جحافل البوليس التّي ارغمتنا على مغادرة المدينة باقتحام منازلنا و اختطاف كل من يبقى قريبا من مناطق العمران قبل قيامهم بإطلاق الرصاص الحي على الالاف من المتضاهرين و كنّا نتبادل الادوار في الذهاب لاحضار الماء و الطعام معرّضين انفسنا للاختطاف في كل لحظة ، لكن اللعينة تتوقف ثانية و يسكت المحرّك و يفتح الباب ، نعم لقد مررت بهذا المكان من قبل انه *الهوارب* سجن القيروان انزلت امتعتي و انتظرت هل سيتم ادخالي الى هذا السجن ، قام احد الحراس بالمنادات على اسمي فتوجهت اليه ، رفع اصبعه مشيرا الى لعينة عفوا الى سيارة اخرى و اخبرني بالتوجه اليها لانها ستقلني الى سجن آخر و كان الامر كذلك ، جلست مقيّد اليدين كالعادة انتظر انطلاق السيارة اللعينة و لكنها لم تبطئ حيث دار محركها و انطلقت مرّة اخرى سيارة اخرى سجن آخر مساجين آخرون و لكن بقيت افكر اين الوجهة هذه المرّة ، ترغمني بعض الهواجس على الغوص في ذكريات ليست ببعيدة و لكنها جميلة رائعة و عيب عليها انها تنتهي و لا تعود ، يوم تجميد الرفيق عدنان عن النشاط النقابي و اعلاننا بدار الاتحاد بان المدينة ستدخل في اضراب عام من اجل رفع التجميد و تلبية مطالبنا بالتنمية و التقسيم العادل للثروات و الشغل و الكرامة... حيث كان عدد القوات البولسية التي تم تجنيدها يوحي بانهم سيقصفون الرديف بأكملها، لكن هذه اللعينة تتوقف و يفتح الباب ، نزلت من السيارة لاجد نفسي بسجن برج العامري هل وصلت هل سابقى انزل احد المساجين امتعته ثم ارجعنا الى السيارة و انطلقت بنا من جديد ، هذه المرة لم استطع و عيل صبري من الانتظار فمنذ الخامسة صباحا و انا في سفر و لا اعرف وجهتي و الغريب انني لم اطل التفكير فالسيارة وصلت بسرعة و سكت المحرّك و فتح الباب فاخبرنا العون اننا وصلنا و انّ هذا هو سجن المرناقية ، فكدت اطير من الفرح لانني سأرى والدي و لن تتكبّد امّي عناء السفر ثانية .
شكرا لكل من طالع هذه الرحلة و لكم الحق في التعليق
مظفر العبيدي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire