Powered By Blogger

lundi 25 avril 2011

و مقيّل في رجيم معتوق بسم المدرج والكلية

كان ذلك اليوم المشؤوم يوم زيارتي الاسبوعية بسجن قفصة (الاسطبل)
يوم 21 ماي 2009 قدم اعوان السّجن الى الغرفة التّي اقيم بها و قاموا بالمنادات على شخصي و رفيقي الهادي بوصلاحي و كان عدد الاعوان ذلك الصباح يفوق عدد المساجين , مع العلم اننا مضربون عن الطعام بسبب المعاملة السيئة و الاعتداء على رفيقنا بوبكر بن بوبكر ثم نقله الى السجن الانفرادي .
نقلونا على جناح السرعة الى السقيفة اين وجدنا عبيد خليفي هو الآخر هناك , تأكدنا من انها *كونفة* اي انه سيتم نقلنا الى سجن آخر و لكن هذه المرّة اين ستكون الوجهة يا ترى , قيّدونا بالمينوت و زجّوا بنا في سيّارة السجن و كانت الابتسامات العريضة على وجوه الاعوان و الملازمين توحي بانه كابوس و سينزاح بنقلنا الى اسطبل عفوا الى سجن آخر , في حين كانت سيارة اخرى تقل كل من سامي بن احمد و طارق حليمي و رضا عزديني و عبد السلام هلالي, و دار محرك السيّارة و انطلقت دون ان نعرف اي اتجاه تسلكه هذه السيارة اللعينة, كنت شارد الفكر في ذلك الوقت افكّر في امّي القادمة من تونس العاصمة لزيارتي و كيف ستتقبل الصدمة بعدم وجودي بالسجن و اخص بالذكر امّي لان قلب الام حسّاس و هي التّي تقوم بزيارة ابي بسجن المرناقية ثم تقطع المسافات لزيارتي بقفصة بعد العناء الذّي تكبده و انا بسجن صفاقس!!! لكنّ اسمها هو *ليلي خالد* على اسم المناضلة الفلسطينيّة الفذّة .
سارت بنا السيّارة لساعات حيث كل ما تقدّمت السيّارة كلما اشتد الحر و اخيرا توقفت السيارة و اطفئ صوت المحرك , اظننا وصلنا الى مكان ما ... فتح الباب الخلفي للسيارة فنزلنا لنجد انفسنا في صحراء قاحلة *يا مقيل في رجيم معتوق بسم المدرج و الكلّية* انه الرجيم .
اخذنا امتعتنا و تم اقتيادنا من طرف الاعوان الجدد حيث قاموا بتفتيشنا و كأننا نحمل اسلحة ممنوعة او مناشير ... عندها نظر الينا احدهم و قال *انتم تعملوا في المشاكل و جابوكم معاقبين و هذا هو حبس الرجيم كان تسمعوا بيه ...
عندها دعاني احدهم الى الذّهاب الى غرفة عدد2 و قادني اليها احدد الاعوان صحبة الهادي , عند وصولنا فتح السجّان الغرفة و هممنا بالدخول فقدم الي مجموعة من المساجين الذين كانوا بسجن قفصة و كانت علاقتي جيدة معهم و بدأ الصياح ٠جابو مظفر مرحبا مرحبا ٠ سارع ذلك السجان بنقل التفاصيل الى من هو اعلى رتبة منه , فقدموا على جناح السرعة و امروني بالخروج من الغرفة لانه سيتم نقلي الى غرفة لا اعرف بها احد فرفظت ذلك و اصريت على البقاء بهذه الغرفة , فكشّروا عن انيابهم و حاولوا ارغامي لكني تمسكت بموقفي و اخبرتهم انني رافض للاقامة اصلا فتم نقلي الي السّيلون حيث العقاب الذّي يبتعد عنه مساجين الحق العام لانه سجن داخل سجن داخل سجن.
بقيت هناك داخل السيلون و الحقيقة ان بعض من الاعوان حاولوا اقناعي بالذهاب الى اي غرفة و لا البقاء و لكنّي لا اسمع الاّ عقلي وقتها و اتخيّل كيف تعاملت امي مع الموقف و كلّ كلمة اسمعها تشنّج اعصابي فدعوتهم لعدم محادثتي و انّي باق بالسجن الانفرادي حتى ارجاعي الى الغرفة التي تركت بها امتعتي....
كان هذا اوّل ايّامي برجيم معتوق و يؤسفي جدّا ان اخبركم الان انه تم غلق هذا السجن و تعويضه بسجن قبلّي (متأسف لغاية في نفسي لانني اعرف انه مكان يصلح لكثير ممّن هم ببالي)
مظفر العبيدي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire