وحش المناجم

البيان التأسيسي من أجل جبهة تحرير شعبية لتونس (إلى محمد البوعزيزي)

تحرّر الشعب التونسي أخيرا من وطأة الخوف و من سلطة الصمت و من الرضوخ بفضل وعيه الجماعي و تضحياته و إصراره على مقاومة كل ما يعرقل حركته التحررية.

لقد جسّد الشعب التونسي اليوم أبيات الشابي:

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر

ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر

فكسر قيوده مطالبا بالعيش الكريم و باسترجاع كل حقوقه و حرياته. لقد نجح الشعب في هزم الدكتاتور و لكن صراعه مع الدكتاتورية لا يزال متواصلا، وصوته لا ينفك عن الهتاف كل يوم:

تونس حرّه حرّه

والتجمّع على برّه !

نحن

مجموعة من المواطنين التونسيين الشبان والمستقلين،

لا ننتمي إلى أي حزب سياسي، أحرار و تقدميّون،

عازمون على الالتحام بنضال شعبنا وعلى دعمه بدون تهاون و لا انقطاع،

ومتيقنون من واجبنا المتمثل اليوم في تكريس كل طاقاتنا و قدراتنا في خدمة شعبنا حتى تتحقق كل مطالبه الشرعية و يتجسد حلمه الثوري بإنشاء دولة تونسية حرة و عادلة و ديمقراطية.

ندعو إلى تأسيس جبهة تحرير شعبية لتونس

مطالبنا :

- ندعو إلى مواصلة تكوين لجان شعبية في كامل تراب الجمهورية و خارجها و مختلف الأحياء و الجهات و القطاعات و ندعوها إلى تنسيق عملها بغرض تنظيم ثورة الشعب لتحقيق حقه الشرعي: تولي الحكم.

- نطالب بحلّ التجمع الدستوري الديمقراطي فورا و بفك ارتباطه بمؤسسات الدولة و جميع المناصب السياسية من صناع قرار ومدراء ويجب إنهاء كافة مواقع المسؤولية لديهم في جسد الحكومة.

- نطالب بالتأميم الفوري لأملاك التجمع التونسي الديمقراطي وعصابات بن علي وكل الشبكات الإجرامية المرتبطة بها وتقديم الأدلة ملموسة .

- ندعو حكومات العالم إلى تجميد كل ما في دولها من حسابات وأملاك باسم التجمع التونسي الديمقراطي (حزبا وقياديين) وعصابات بن علي والشبكات الإجرامية المرتبطة بها ونطالب بأن لا تتم إعادتها إلى الدولة التونسية إلّا بعد محاكمة كل المسؤولين محاكمة عادلة أمام قضاء مستقل، وبعد إجراء انتخابات حرة، ديمقراطية وشفافة.

- ندعو كل المناضلين النقابيين وأهل الاختصاص غير التجمعيّين إلى تسيير كل المؤسسات العمومية العاملين بها و ذلك إلى حين صياغة و تبني الدستور التونسي الجديد.

- نطالب بحل للشرطة السياسية فورًا.

- ندعو إلى إصلاح الجهاز الأمني.

- لن نقبل مهما تكن الظروف إستيلاء الجيش على السلطة.

- نطالب بإعادة الاعتبار لكل مساجين الرأي والمنفيين واللاجئين السياسيين.

- نطالب الهيئات القضائية التي ستتعين في إطار الدولة التونسية القادمة، الحرة والشعبية، بأن تكون أولويتها محاكمة كل المسؤولين على الجرائم التي سلطت على المواطنين التونسيين.

- نحن ندعو جميع الوكالات الحكومية لتزويد الناس بتقارير مفصلة عن الأحداث والتجاوز التي وقعت منذ بداية ثورة الشعب التونسي.

- ندعو القوى والحركات الديمقراطية و التقدمية التونسية و الأجنبية الى دعم ثورة الشعب حتى النصر.

كل هذه المطالب ليست سوى صياغة أولية لمطالبة وتطلعات الشعب التونسي وهي بمثابة أرضية مقترحات عامة، ديناميكية، قابلة للتطوير والتفصيل، متفتحة على كل المقترحات الأخرى.

أهدافنا:

تأمين ضمانات حقيقية تحول دون تحويل وجهة حركة التحرر الشعبية وتوجهها والتلاعب بها والركوب على قضيتها.

و ذلك بـ:

1. تطهير و تقوية مؤسسات القضاء و المحاماة والجيش الوطني حتى تصير الجهاز الضامن للحياديّة، للعدل، واحترام القانون وضمان الأمن.

2. تكوين حكومة شعبية لضمان نقلة حقيقية

3. إجراء استفتاء شعبي لإقرار دستور تونسي جديد يضمن تعايشا سلميا، تضامنيا، يحترم شتى الاختلافات، مجتمعا متفتحا يمكن لكل مواطنيه التمتع بالحياة وبكل حرياتهم الفردية والجماعية، يضمن كرامتهم، في دولة قانون ومؤسسات حقيقية وتقدمية.

للالتحاق بالجبهة

لحماية حيادية و استقلالية الجبهة، نطلب من كل مواطن يرغب في الالتحاق بحركة المقاومة المستديمة هذه :

- مشاركة الجبهة في مبادئها و مطالبها.

- عدم الانتماء إلى أي حزب سياسي.

- عدم الترشّح إلى أي انتخابات وطنية.

- تبنّي كل الأشكال التعبيرية والمطلبيّة والنضالية التي تشرّعها مقاومتنا ما دامت لا تشكّل أيّ شكل من أشكال العنف المادي.

ندعو جميع المواطنين التونسيين و مواطني العالم الأحرار، المستقلين و التقدميين إلى تشكيل جبهة التحرير الشعبية لتونس

و ذلك بتكوين شبكة مجموعات عمل، وتفكير ونقد، في تونس و في جميع أنحاء العالم.

كما ندعو إلى المساهمة في الدعاية المتواصلة لمختلف تحركات ومشاريع الجبهة في سبيل تحقيق المشروع الثوري للشعب التونسي.

تنتهي مهام الجبهة وينتهي وجودها

حالما يتسلّم الشعب مقاليد السلطة