صمت في السيارة
والم شديد
و انت مكبوت مهزوم
علت عصى الجلّاد و رمت ابناء تونس في السجن
و اي رمية هذه فبدخولنا الى السجن لا بد ان تسجل ب'الكنطية' وتضع ما لديك هناك و تشتري بالنقود التي معك دخان او مواد تنظيف (متاع سوق ليبيا ، سلعة عمّي ) ثم يفركتوك مليون مرّة في تلك اللحظات كنت استرق النظر الى والدي
و تصدمني الحقيقة
و تمزق عقلي
و تصفعني ثواني الساعة واحدة تلو الاخرى
! نحن في السجن الآن !!
انا و ابي و كل الرفاق !
من سيكمل الطريق من سيحمل الشعلة و يرفع وسام الكرامة عاليا ؟
اغتصبنا و اغتصبت حريتنا و اغتصبت ارضنا و مدينتنا ؟
بما انه قبل الدخول الى السجن لا بد ان تمر بطبيب السجن ليفحصك و ان كنت تعاني من مرض ، سئلني الطبيب ما اذا كنت اعاني من مرض ما غير مبال بآثار التعذيب البادية على جسمي
من بقايا سجائر
و دم في العينين
و صوت الحق المكتوم بداخلي
و صمود الرجال
و عزمهم و تلك النظرة الثائرة التي لا تنكسر
و الطوق الى النصر و اعتلاء قمة الجبل واستنشاق الحرية
، كل هذا لم انساه خاصة بعد ان (فكتونا) فرقونا و ارسل عادل وطارق الى الجناح الثاني'الجردة' و بوبكر و هارون و الكاتب الى غرف مختلفة في حين لا نعلم اين و سيوضع ابي و الطيب !
دخلت الي غرفة 1 صحبة هارون متجها الي الدوش (ملّا دوش) الغريب في الامر ان الغرفة كانت غير مكتضّة كما هي العادة بالسجن ، وصلت الى الحنفيّة لاغتسل بسرعة و انا افكر في قهوة و سيجارة 'بش نركّح مخّي ' انظر هنا و هناك لاحل لعبة الكلمات المتقطّعة فهذا بيتي منذ اليوم اين سأبيت ! اين ابي؟ هل تعلم امّي انّي بالسجن الآن فبيت عمّتي قريب من السجن و سوف اراهم قريبا ،
قطعت الاتصالات مع العالم الخارجي
!!و ما ليك كان الحيوط و الاّ قناة تونس ضبعة !!!
البنفسجيّة!
زعمة يجيها نهار و تتبدّل !التفت يمنة فوجدت احد رفاقي بالمعهد نعم انه هو و هناك ايضا اننّي اعرف بعض الوجوه بالغرفة ، اعطاني احد السجناء كأس بلاستيك و قطعتين من السكر و بعض النسكافيه لاحظّر قهوتي كما اشاء و بدأنا بالحديث ، و لكن سرعان ما اشتد الصراخ 'برّى نقّص يا ولدي' 'اشت كورة' برّى المسلسل بدى بّيت الحس و ماهي لحظات حتّي يعم السكون و تتجه كل العيون الى شاشة التلفاز ، الكل هنا يشاهد مسلسل باب الحارة في جزئه الاول ، و تبدأ احداث الحلقة و يعم السكون المكان لتنعم ببعض السكون عله يخفف ما تحمله من هموم و احزان ! ترى اين نقل والدي ؟ ترى ماذا يدور خارج السجن !!
يتبع
مظفر العبيدي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire