Powered By Blogger

vendredi 8 juillet 2011

على ذمّة وزارة الارهاب

جاء اللّيل طلع الفجر ازرقت الشمس و لا شيء يتغير فانا جالس في مكاني لا احرّك ساكنا ، لا افرّق بين اللّيل و النهار ، شباك الغرفة مفتوح تدخل منه اصوات الرعد علّها تمطر و تمطر ، ما بالي انا بالطقس و بالشمس وبالمطر فانا جثّة هامدة في مكاني لا اتحرّك بقايا انسان مذبوح و مطعون و الدماء تملأ المكان و المنظر بشع و مرعب و صوت الريّح و ارتطام الشبّاك بالحائط يزيد في ازعاجي و ما بالي انا حتّى و ان انكسر لن اغلقه ، بجانبي بعض الكتب "الدقلة في عراجينها" "اهل الكهف" "النخل يموت واقفا" و بدأت ترتسم امامي ملامح كتاب ما ابحث عنه و عن شكله و لونه و عدد صفحاته لكنه بداخلي مشتت و مبعثر بين ثنايا الماضي و ازقّة الزمن المنقضي لكنه سيكون موجودا في بعض وقت ما ، هل تعلمون بما يفكّرني تاريخ اليوم ؟ انه يوم نقلي من منطقة التعذيب بقفصة حيث دام الاحتفاظ بي ثمانية ايّام على ذمّة وزارة الارهاب كيف لي ان انسى؟ انه اليوم الاخير الذي سأقضيه في 'الجيول' و سأنقل للسجن ، بطبيعة الحال هذا بعد ان مورست عليا كل فنون التعذيب الجسدي بقديمها و جديدها من اغتصاب و ضرب و سجائر و عصيّ و هراوات .... نعم سيتم نقلي للسجن ، سجن قفصة جميل جدّا لديّ ذكريات جميلة هناك !! بينما كنّا مجموعة من المساجين السياسيين مقسّمين كنت و هارون حليمي و الطّيب بن عثمان و عادل جيّار و بالغرفة المجاورة طارق حليمي و بوبكر بن بوبكر و كان بالغرفة الثالثة ذلك الاسد الثّائر يهابونه حتي و هو بالسجن كان قليل الكلام حكيما لا يخاف الظلام ، هو ابي بشير العبيدي شيخ الحركة الاحتجاجية و العقل المدبّر الاوّل لحركة الحوض المنجمي ، سمعت فجأة النشيد الوطني و الاعوان يحييون العلم في منطقة التعذيب بقفصة فخلت انني احلم ايّ وطن يقصدون و من منّا ينتمي لهذا الوطن ؟؟ اقترب احد الاعوان و بيده ورقة و نادى على اسمائنا فسيتم عرضنا على حاكم التحقيق للنظر في التهم الموجّة إلينا ؟ اخرجونا من غرف الاحتفاض التّى سوف اتحدث عنها لاحقا ، وضعونا كل اثنين يربطان بالمينوت و صار ما خفت منه و جرحني جرحا عميقا جدّا فقد قيّدوني و ابي معا !! مثل المجرمين ! هل حدث عنوة هذا الشيء ! بصراحة اقوى تعذيب تحس ان السكاكين تأكلك من كل حدب و صوب لا تقدر على رفع رأسك ؟ الم شديد و حزن عميق لكني احاول ان كتمان كل هذا بداخلي ، وضعونا في سيّارة و نقلنا الى كاف المحكمة ذلك المكان النتن المتعفّن ، رائحة الخرى و خاصّة البول تقتل و مع ذلك تترك هناك الى حين يستدعيك قاضي التحقيق كانت العمليّة سريعة و المحامون موجودون معنا و بعد ان عاين قاضى التحقيق آثار التعذيب تم تأجيل التحقيق معنا بطلب من المحامين و لكنه اودعنا بالسجن و سيتم نقلنا الى السجن و نحن ننتظر هذه اللحظة وضعونا في سيارة و كانت عددها كبيرا و مع وجود فرقة على درّجات نارية تستكشف الطريق و اخرى تحيط بنا ! خلت وقتها ان قيفارا يتربص بالبوليس و سينقذنا من السجن !! يا للهول اكل هذا لمن احبّوا وطنهم و دافعوا على كرامتهم
يتبع
مظفر العبيدي

2 commentaires: