Powered By Blogger

jeudi 2 janvier 2014

غرفة عدد5

دارت محركات السيارات لتحملنا إلى السجن بعيدا عن عائلاتنا و رفاقنا المحامين الذين تحملّوا مشاق السفر من تونس إلى قفصة و المضايقات التي تعرضوا لها في الطريق للدفاع عن قضيّة عادلة أثارت ضجّة على مستوى وطني و عالمي في أوساط المدافعين عن حقوق الانسان و العدالة و الكرامة ، فتحت أبواب السجن بوصولنا إلى هناك ، ودّع هارون أخاه طارق الذي نقل إلى الجردة صحبة سامي عميدي و الآخرين ، ثم عدنا إلى غُرفنا فبدخولنا للغرفة أقبل المساجين بسؤالاتهم ' آش عملتوا ؟' أخبرناهم بأنه تم تأجيل الجلسة ليوم 11 ديسمبر في إنتظار إستنطاقنا ، 
أخذت مكاني في الغرفة و تلك الصور لا تفارق ناظريّ ، صورة والدي الذّي ظهر عليه التعب و الارهاق و النقص المفاجئ في وزنه  ، بكاء والدتي أيضا من الجهة المقابلة ، صوت شكري بلعيد داخل المحكمة ، زغاريت النساء الحاضرات بمن فيهم عمّاتي اللاّتي لم تشأ تضييع فرصة رؤيتنا و مرّت ليلة أخرى ...
في اليوم الموالي قدم أخي و أمّي لزيارتي كالعادة ، لم تدم الزيارة طويلا و أخبروني أن المحامين سيأتون لزيارتنا و هم فخورون بالدفاع عنّا و مساندتنا و أن بعض الصحف المعارضة كتبت عنّا و ما علينا إلاّ الصمود فيوم النصر ليس ببعيد ، في العودة من البلوار إلى الغرفة مرورا باللاّرية صادف أن رأيت أحد الملازمين بالسجن يدعى لمين ، رجل شعره الابيض يظهر تحت قبعته كان قد رافقنا للمحكمة ، تقدمت إليه و أخبرته أنني أريد مغادرة الغرفة رقم1 نحو الغرفة رقم خمسة أين يوجد غانم شريطي و عصام فجراوي و رضا عزديني و الآخرين  لأن هارون بدوره أخبرني أنه ينوي المغادرة الى غرفة عدد ستة ، فكان لي ذلك لأن الملازم تأثّر كثيرا بما رآه في المحكمة ، فهممت إلى الغرفة مسرعا شاكرا الملازم مخبرا هارون أنني منتقل للغرفة خمسة 
جمعت أدباشي و قفافي متجها نحو غانم و البقيّة ، فغرفة جديدة و حكايات جديدة و نظام جديد و رحلة السجن متواصلة ، بدخولي للغرفة رحّب بي الاصدقاء هناك ثم تناولنا ما أحظرت والدتي من أكل و بدأت الحكايات ، الجميع في هذه الغرفة بمعنى كل واحد على روحو ، فبعد خمسة أشهر بالغرفة واحد انتقالي يمعنى 'تكسير ربطيّة' كما يقال هناك خاصة و أن هذه الغرفة بها شبابيك من الجهتين عكس الأخرى و بها أيضا جهازا تلفاز و تبقى دائما علاقتنا بالمساجين الآخرين علاقة تقدير و إحترام ، في إنتضار يوم المحكمة