Powered By Blogger

mercredi 17 août 2011

دع باب المسجد يا زنديق


  • ربما ستسخرون مني، وتكذبوني..ولكني سأقصّ عليكم هذه المرة، ما حدث معي فعلا، وما عليكم سوى أن تصيغوا قصتي الغريبة بطريقتكم، وشرطي الوحيد أن لا تعجزوا أوتخافوا من كلماتي..فما أنا سوى ساخر،يحبّ التّندّر ويبتدع الحكايات
    لوهلة أخجل من سرد الحقيقة،أعجز عن إخباركم أنكم تتحدّثون إلى رجل سبعيني..أخذت من الحياة أكثر مما ينبغي...أعترف اليوم أنّي أصلع ولا أحمل في فمي سوى سِنِّيَ الذهبي.
    شيخ أنا. أقسم بأن لو جهنّم صبّت على رأسها واقفة لن ينحني إلى الدّهر..و أن يجعل لكلماته حياة.
    صنعت منّي طفلا صغيرا وشيخًا و أدركتُ أنّني امتهنت تجارة الرّؤوس...
    لستُ مجنونًا لكنّكم لن تفقهوا أنّي صنعت شجرة بأفكاري و قتلتُ هولاكو برمحي...لستُ مزوّر حقائق بل أنا رجل سبعيني..أنا البربريّ الذي باع رأسه إلى مجتمع فاسد بريء..بيزنطيٌّ أنا،لا أفقه لغة الحوار فبه أصبحتُ و لم أُمسي
    أنا السبعينيّ المُلطَّخ بالهزائم..هذا ما قالته لي سيّدة ترتدي السواد،فقُلتُ:ما أنا بعاجز عن ادراك نفسي و صورتي التي تحملين ليست سوى إيقاف للحظة زمنية..سأرحل عبر الزمن و أثقبُ السماء،ستخجل الشمس منّي و تطلبُ موعدها للبُزوغ فهابون
    لا تعجبوا من أمري فلست كما تتصورون..و لا تُخبروا أمي أنّي أصبحتُ شيخًا،فهي لا تتذكّر أنّ أصدقائي الذين طردتهم يوما قد ماتوا جميعا..........
    ..رجل مشحون بثوابت الإسلام و لا أدّعيه في زمن الرّدّة والبهتان،ها أنا الآن أكتُبُ ما أشاء و لا أخجل من إتهامي بِالكفر فقد صار مُباح،إن ضل القلب فلا أعجب أن يسكن فيه الشيطان.. أكتُبُ ما أشاء و لا أخجل فالكل مهان وأكفر ما أشاء ولا أسأل،فالكل جبان.وإن كُتِبَ لي الموتُ لن يدرِكَ أحد أنّي قبله شُنِقتُ مرّتان.أنّي رُفِعتُ إلى أعلى الشجرة و رُميت و الحبل في عُنقي فثار البُركان.هِدايتك يا ربي أصبحت مجرّد إسمٍ رنّان.حمدتك و يا ريتني ما كنت بحامد فقد ظلمتُك يا حمدان.. اشنقوني.. فلن أخون الشجرة، فخطيئتي قطع رأس الشيطان..فدع باب المسجد يا زنديق ..وقم واسكر بين الأوثان..فمحمد باقٍ ما بقيت دنيا الرحمن..فمحمد باقٍ ما بقيت دنيا الرحمن...