الى رفاقي الطلبة في السجون و الى حسن بنعبدالله

في مثل هذه الليلة من السنة الفارطة كنت اقضي ليلة من ليالي سجني بطينة (سجن صفاقس) و ذلك بعد نقلي تعسفيا من سجن قفصة , وككل ليلة كنت غارقا في التفكير بوالدي , و كنت استرق النظر من شبابيك الغرفة المظلمة باحثا عن نورالقمر الذي يبشر بالحرية متجاوزا كل القيود و هذا الضلام الحالك مبتعدا عن (الممشى , اولاد ماكلتي البيفات حارس اليل , القمينة , الفتيلة , الرفسة............) كنت اخرج من ثقوب الشباك الصغير مبتهجا حالما بحريتي و كانت اصوات المدرعات و طلقات الرصاص و الغاز الخانق لا تفارق مخيلتي اخرج من سجني و اذهب بعيدا متجاوزا كل المسافات لاصل الى مدينتي الرديف مدينتي التي لا تموت ,الشامخة الرائعة ... اقرا في سماء قلعتي الشامخة قلعة النضال اقا الحرية لمحمود ذويب الحرية لانيس ن فرج الحرية لحسن بن عبد الله لاسماءالعرفاوي لاماني رزق الله الحرية الى كل سجناءالحركة الطلابية.
وها انا الان في غرفتي الصغيرة ابحث عنكم يا رفاقي حالما بحريتكم ممتطيا اليل جوادا باحثا عنكم بين الغيوم متجاوزا قمم الجبال اين اسمع فحيح الافاعي و عويل الذئاب تنادي بالحرية تنادي باطلاق سراحكم متجاوزة كل حدود السماء فاكتبي يا لينا و غني يا بيرم لنعتلي القمة معا لنواصل طريقنا لاننا لا و لن نساوم و لا ولن نركع و لن نستسلم سنفتك حريتنا , امضي بجوادي الى شاطئ البحر اين تعلمت ان ارقص فوق امواجه الثائرة اين قتلت سعادتي اين تنادي هذه الامواج بالحرية اغوص قليلا في قاع البحر اغني مع الاسماك رغم عصف الالم تحملني تلك الاسماك عاليا و تخرج بي الي اليابسة منايدة بالحرية متمسكة بحقها في الكرامة حقها في العدالة , تتركني السمكات و تذهب بعيدا , امتطي جوادي و ارتفع عاليا حيث النجوم باحثا عن امال العلوي و رفيق الزغيدي فتضيء النجوم طريقي و ترسم بضوئها كلمة الحرية و يخالجني شعور جميل اقفز من جوادي و احلق و احلق واحلق بين الكواكب و المجرات لاصل الى سجن قفصة اين قضينا اياما و ليالي ابحث عنك يا حسن يا حمة هفهف ثم اجد نفسي امسح دموع والدتك يا ضمير بن علية , امضي و امضي و امضي و تهب الرياح و يعصف الالم و تمطر و تجري الوديان هائجة مطالبة بالحرية و تغني طيور الربيع و تكون اشكالا في مبحرة في سماء الحرية , و تزهر الجبال الصلدة فاعتلي قمة الجبل و اصرخ "انني مندوب جرح لا يساوم علمتني ضربة الجلاد ان امشي على جرحي ان امشي و امشي و اقاوم .
مظفر العبيدي....